العصب السابع
يؤدي شلل العصب السابع إلى تشوه شديد بالوجه. و يعيق هذا التشوه الشخص المصاب به نفسيا و اجتماعيا. فيفقد قدرته على التواصل وينزوي اجتماعيا و يقلل من التواصل الاجتماعي مما يؤثر على قدرته على العمل و يعطل تقدمه في الحياة.
أسباب الاصابة بشلل العصب السابع كثيرة ومتعددة ولا يمكن جمعها في مقالة واحدة. منها على سبيل المثال لا الحصر اورام المخ و استئصال العصب اثناء استئصال اورام المخ وكسور قاع الجمجمة. يصاب العصب الوجهي أيضا في حالات إصابات وجروح الوجه والتى تؤدي الى قطع مباشر في العصب وكذلك يمكن أن بصاب العصب اثناء بعض جراحات الوجه واشهرها جراحة استئصال الغد ة النكفية.
و ليست كل حالات شلل العصب ا لوجهي نتيجة قطع مباشر للعصب نتيجة الأ ورام أ و الا صابات بل قد يتأذى العصب نتيجة بعض الامراض أو بعض الالتهابات
شلل بيل: يخطئ الكثير من الناس باطلاق اسم شلل بيل على كافة حالات شلل الوجه و في الحقيقة فان شلل بيل هو حالة محددة من حالات شلل الوجه و تحدث بدون حادث او جراحة او اصابة مباشرة للعصب و تصيب جميع الاعمار و الرجال و النساء و تزيد نسب الاصابة بها اثناء الحمل و كذلك عند التعرض لتيارات الهواء الباردة، وتزيد نسب الاصابة في المصابين بمرض السكر
يؤدى العصب السابع وظائف عديدة في الوجه وا همها على الاطلاق هي التحكم في حركات عضلات الوجه. و تؤدي اصابةالعصب الوجهي الى شلل بهذه العضلات. و يتم تقسيم هذه العضلات الى عدةمجموعات حسب مكان ووظيفة كل منها، فمنها ما هو متعلق بحركة العين ومنها ما هو متعلق بحركة الفم و الضحكة و الاخر له دور في حركة الجبهة .
وتعتمد حركة الوجه بشكل عام على وجود عصب وجهي سليم وكذلك عضلات سليمة بالوجه وفي حالة اصابة احدهما تتأثر الحركة بالوجه ا ما بشكل كلي أو جزئي وذلك حسب درجة ومكان الاصابة.
مظاهر الاصابة بشلل العصب الوجهي
أولا: العين
تؤدي الاصابة بشلل العصب الوجهي الى عدم القدرة على غلق الجفون مما يترك العين مكشوفة لفترة طويلة و يؤدي هذا الي جفاف العين خصوصا أثناء النوم و اصابتها بالالتهابات المتكررة خصوصا عند التعرض للغبار و الاجواء المتربة و كذلك تقرحات القرنية و قد يؤدي هذا في النهاية الى فقدان البصر نهائيا
ثانيا: الشفة العليا و السفلى
يؤدي شلل العصب الوجهي الىعدم القدرة على تحريك الشفتين مما يؤدي الى عوارض كثيرة اهمها علي الاطلاق هو عدم القدرة علي الابتسام و انحراف الفم الي الجهة السليمة من الوجه. و يؤثر ذلك بشكل كبير علي قدرة الفرد علي التواصل و الاندماج في المجتمع و عادة ما يؤدي الي انزواءه و تفضيله العزلة على الاختلاط بالآخرين
علاج حالات شلل العصب ا لوجهي
المعلومات الواردة هنا هي مجرد نبذة عن طرق علاج حالات شلل العصب الوجهي ولا يمكن تحديد طرق العلاج بأي حال من الأحوال إلا بعد أخذ رأىالطبيب المختص والخبيرفي علاج حالات شلل العصب الوجهي
للوصول إلى أفضل النتائج يجب اختيارأفضل وسائل العلاج والتي تختلف من حالة الى اخرىحسب ظروف كل حالة. وتعتمد اختيار طرق العلاج على عوامل عديدة أهمهاسبب الاصابةبشلل الوجه ومدة الاصابة وعمر المريض وكذلك حالته الصحية العامة
اولا: العلاج الدوائي.:
لا يتم وصف العلاج الدوائى الا فى الحالا ت ا لمبكرةجداً والتي لا يكون سبب شلل الوجه هو إصابة مباشرة في العصب أو ورم او خلافة. ويختلف العلاج الدوائي بشكل كبير حسب المرض المؤثر على العصب ولكله عادة ما يحتوي عى قطرات ومراهم وذلك لحماية العين لحين. عودة العصب إلى وظيفته.
ثانيا: العلاج الجراحي
هناك العشرات من الجراحات الموصوفة لعلاج حالات شلل الوجه ولا يتمكن إلا الخبير المتخصص في علاج شلل العصب ا لوجهي من اختيار ما يناسب كل مريض والاختيار الخاطئ لاي إجراء قد يؤدي الى زيادة الأمر سواً. وعندما يختار المتخصص الاجراء الجراحي المناسب لمريضه فان أول ما يتبادر الى ذهنه هو كم مضى من الوقت منذ بداية شلل الوجه. فالمدة الزمنية التي مرت منذ بداية شلل الوجه تؤثر و بشكل كبير علي و طبيعة الاجراء المستخدم. و لشرح هذه النقطة يجب ان نعلم أن قطع العصب عن اى عضلة يؤدي الى توقفها عن العمل وبمرور الوقت تتضرر العضلةو بمرور مزيد من الوقت تصبح العضلة غير قادرة عى الاستجابة حتى لو تم إعادة توصيل العصب اليها وحينها يجب البحث عن حل اخرغير اعادة توصيل العصب. وقد اتفقت معظم الابحاث الطبية على ان المدة التي يمكن فيها عادة توصيل عصب الوجه الى العضلات الموجودة بالوجه فتستجيب هذه العضلات هي عام واحد بعد ذلك يجب البحث عن حل اخر غير توصيل العصب.و عليه فيمكن تقسيم حالات شلل الوجه من اجل تبسيط شرح الحلول الجراحية الي حالات مبكرة و اخري متأخرة
الحالات المبكرة (في خلال عام واحد منذ حدوث الاصابه) و فيها يقوم الجراح باعادةتوصيل الامداد العصبي الي نفس العضلات بالوجه
وعندما يقرر الجراح المتخصص ذلك يتبادر الى ذهنه السؤال الثاني و هو مصدر الامداد العصبي. و يبحث الجراح اول ما يبحث عن طرف العصب الوجهي المصاب لاستخدامه و ويكون ذلك افضل الحلول وفي بعض الحالات قد لا يكون ذلك متاحا مثل حالات استئصال العصب بالكامل وكذلك في حالات استئصال اورام المخ ،في هذه الظروف يلجأ الجراح الخبير الي البحث عن مصدر امداد عصبي اخر.من اشهر مصادر الامداد العصبي في القرن السابق هو العصب الوجهي السليم من الجهه الاخرى من الوجه ولكن ثبت حاليا عدم قدرة هذا المصدر على تحريك الوجه بشكل كافي. و من اشهر مصادر الامداد العصبي المستخدمة حاليا هى العصب الثاني عشر. و في هذه احالة يقوم الجراح بتوصيل العصب الثاني عشر الي العصب السابع ليكون هو مصدر الامداد العصبي لعضلات الوجه.
الحالات المتأخرة ( بعد اكثر من عام من حدوث شلل العصب الوجهي):
في هذه الحاله لا يفضل استخدام نفس العضلات الموجودة بالوجه و ايصال العصب اليها، اذ اثبتت الابحاث العلمية انه بعد مرور العام من المرجح الا تستجيب هذه العضلات او تستجيب بدرجة ضعيفة و غير مقبولة و في هذه الحالة يبحث الجراح عن حلول اخري للعلاج، و يقوم الجراح بوضع خطة علاج لكل جزء من الوجه علي حدة :
اولا : العين
pre and post eyeالعصب الوجهي هو العصب المسؤول عن غلق الجفون و عليه فتضرر العين كثيرا من اصابه العصب الوجهي و تعاني الجفاف و الالتهابات المتكررة و قد تصل الي ثقب بالقرنية و العمى الدائم. بالاضافه الى ذلك يحدث تهدل بالجفن اسفلي و اختلاف بمنظر العين مقارنة بالعين السليمة
علاج الجفن العلوي:
gold plategold plateتوجد وسائل عديدة لعلاج الجفن العلوي و اشهرها علي الاطلاق هو زرع شريحة ذهبية بالجفن العلوي مما يزيد من وزن الجفن و يساعده علي الاغلاق. و يستخدم الذهب بشكل خاص و ذلك لكثافته العالية حيث يمكن وضع الوزن المناسب في مساحة صغيرة، و كذلك للونه المناسب حيث لا يظهر لونه عند زرعه اسفل الجلد و اخيرا هي مادة يتقبلها الجسم بسهولة و دون مشاكل.
وتوجد اجراءات اخري لعلاج الجفن العلوي مثل زرع العضلة من جانب الرأس و لكن يظل زرع الشريحة الذهبية هي الاجراء الافضل و الاسرع و الاقل من ناحية الاثار الجانبية
الجفن السفلي
توجد اجراءات عديدة لاصلاح الجفن السفلي و شد ترهله الناتج عن شلل عضلات الجفون منها تقصير الجفن الفلي ورفعه و تعليقه الى العظم الخارجي لمحجر العين
ثانيا الفم:
Iتظل الابتسامة هي اكثر ما يؤرق مريض شلل العب الوجهي و تعيق قدرته علي التواصل. و لحسن الحظ تتوالي الاكتشافات للوصول ال افضل نتيجه في تحريك الشفة العليا و السفلي.
نبذة تاريخية عن بداية علاج الشفاه في حالات شلل العصب السابع:
منذ عشرات السنين و تجرى محاولات إعادة التوازن الى الوجه . و أولى تلك المحا ولات كان عن طريق زرع غشاء ا وخيوط ما بين جانب الشفة وجانب الرأس و ذلك لمنع الشد البالغ فيه الي الجانب السليم من الوجه. و بالطبع كانت النتائج ليست بالمستوى المطلوب الاضافه الى عدم قدرة المريض علي تحريك الجزء المصاب . بعد ذلك بدأ التفكير في زرع عضلات لتحريك الفم و جعله قادر على الابتسام، واولى تلك المحاولات كان عن طريق نقل عضلات مسئولة عن المضغ لجعلها مسئولة عن الابتسامة، وبرغم سهولة هذا الاجراء ايضا الا انه لم يفي بالنتيجة المطلوبة لعدة اسباب منهامثلا ان المريض يظل بحاجة للضغط علي اسنانه (حركة المضغ) من اجل الابتسام و كذلك دوث حركات ابتسام غير طبيعية اثناء المضغ، كذلك لم تكن الابتسامة طبيعية بأى حال من الاحوال.
اخر ما وصل اليه العلم في مجال اعادة الابتسامة بعد شلل العصب السابع:
pre and post smileيعد نقل عضلة من جزء اخر من الجسم الى الوجه هو احدث ما توصل اليه العلم في هذا المجال. و يحتاج هذا الاجراء ان يكون الجراح ذو خبرة كبيرة في مجالي جراحه العصب السابع و الجراحة الميكرسكوبية. حيث يقوم الجراح المختص بنقل جزء من عضلة من مكان اخر بالجسم و يكون هذا الجزء مصحوبا بالاعصاب و الاوعية الدموية المغذية ثم يقوم بنقل هذا الجزء الي الوجه و توصيل الوعية الدموية باخرى في الوجه لامدادها بالتغذية الدموية اللازمة ثم يقوم بتوصيل عصب العضلة الي احد الاعصاب الموجودة بجوار الوجه… و بعد حوالي 4 الي 6 شهور تبدأ العضلة في الحركة و من خلال بعض التمارين التي يقوم بها المريض تصبح الحركة اقرب ما يكون الي الطبيعي. و للدكتور طارق عامر العديد من الابحاث الطبية المنشورة في كبرى المجلات العلمية الامريكية و الاوربية فيما يتعلق باعادة البسمة الى الوجه عن طريق الجراحه الميكرسكوبية.